الثلاثاء 11 مارس 2025 - 11:04
مجازر طائفية بمنطقة الساحل السوري

الحوزة / قام مسلحون موالون للحكومة السورية المؤقتة بتنفيذ عمليات إعدام ميدانية، بحسب ما أفادت به شبكة CNN، متحدثين عن “تطهير” البلاد، وفقًا لشهود عيان ومقاطع فيديو، مما يقدم صورة مروعة عن الحملة التي تشنها القوات الأمنية التابعة للإدارة العسكرية السورية في مناطق الساحل السوري، و التي تحولت إلى عمليات قتل جماعية.

وكالة أنباء الحوزة / و شهدت سوريا أسوأ موجة من العنف منذ سقوط النظام في أواخر العام الماضي. و ذكرت مجموعة مراقبة حقوقية مستقلة مقرها المملكة المتحدة، و هي الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR)، أن مئات الأشخاص على الأقل قُتلوا في أعمال العنف الأخيرة، من بينهم عشرات المدنيين الذين سقطوا ضحايا لعمليات إعدام ميدانية واسعة ارتكبتها القوات التابعة لوزارة الدفاع السورية، و التابعة للإدارة العسكرية السورية، بحق الشباب و البالغين، على خلفيات طائفية.

و بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مناطق الساحل السوري و جبال اللاذقية شهدت عمليات تصفية على أساس “طائفي و مناطقي”، راح ضحيتها مئات المدنيين من أبناء الطائفة العلوية في سوريا.

و بلغ عدد “المجازر” التي احصاها المرصد في الساحل السوري و جباله 39 مجزرة منذ اندلاع التصعيد في 6 آذار، بعد هجمات نفذها مقاتلون قالوا إنهم ينتمون إلى “درع الساحل” ضد قوات تابعة للنظام الجديد في سوريا، لترد القوات الحكومية المكونة من عشرات الفصائل المسلحة بتنفيذ اعدامات ميدانية و عمليات تطهير عرقي بحق مدنيين عزل، بدأت في 7 آذار و ما زالت مستمرة حتى الآن.

و وفقا لتوثيق المرصد، فقد تخطى عدد الضحايا المدنيين عتبة الألف توزعوا على محافظات اللاذقية، طرطوس، حماة، حمص. كما سجل المرصد السوري “مجازر” جديدة في حارة القنيطرة بطرطوس، و مدينة بانياس، و حي الدعتور في اللاذقية، و قرية الرملية و قرية الرصافة في ريف مصياف.

شهود عيان

و قال أحد سكان اللاذقية: “لقد تنقل رجال مسلحون من منزل إلى آخر و هاجموا الناس كنوع من التسلية”، و أضاف: “بدأنا نشاهد الجثث في الشوارع، و كان الناس يفرون، و من لم يستطع الهروب تم قتله”.

و قال أحد سكان اللاذقية، يدعى بشير: “عمي، البالغ من العمر 70 عامًا، و زوجته، البالغة من العمر 60 عامًا، قُتلا بدم بارد”، مشيرًا إلى أنهما كانا من الطائفة العلوية و يعيشان في مدينة بانياس، غربي محافظة طرطوس.

و أشار بشير إلى خوفه على حياته و حياة طفليه، لافتًا إلى أن رجالًا مسلحين بدأوا التوجه جماعيًا نحو اللاذقية و طرطوس ليلة الخميس الماضي، بعد تقارير عن الهجمات التي شنتها جماعات مسلحة تابعة للحكم الجديد في سوريا.

و في حديثها، قالت رشا صادق، البالغة من العمر 35 عامًا، و هي من الطائفة العلوية و تعيش في حمص، إن شريك شقيقها في العمل أبلغها، خلال عطلة نهاية الأسبوع، و أن والدتها و شقيقيها قُتلوا على يد جماعات مسلحة موالية للنظام الجديد في بانياس. و أضافت أنها كانت على تواصل دائم مع عائلتها، و أنهم أخبروها بأنهم سمعوا أصوات رصاص و هتافات دينية. و أكدت أن عائلتها مدنية و لا علاقة لها بالسياسة.

بعد سقوط النظام في ديسمبر من العام الماضي على يد جماعات مسلحة، تقودها هيئة تحرير الشام، يسعى الحكم الجديد في دمشق إلى إعادة تشكيل النظام السياسي و الطائفي في البلاد. كما وعدت هذه الجماعة، بقيادة أحمد الشرع، بتحقيق المساواة السياسية و التمثيل لجميع فئات الشعب السوري، بغض النظر عن الطوائف أو الأديان.

و قال بشير، و هو أحد سكان اللاذقية، إن المسلحين استهدفوا المدنيين العاديين في القرى التي هاجموها في الساحل السوري، بينما ادعت السلطات الحاكمة أن “انتهاكات فردية” وقعت بعد أن سافرت “حشود كبيرة و غير منظمة” إلى المنطقة.

و أظهرت مقاطع فيديو، نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، قوافل من المسلحين في مركبات متجهة إلى مدينتي اللاذقية و طرطوس قبل اندلاع أعمال العنف. و ظهر في الفيديو العديد من الأشخاص و هم يرددون شعارات تدعو إلى القتل على خلفيات طائفية.
سرعان ما بدأت تقارير عن أعمال عنف مروعة بالظهور، حيث أظهرت مقاطع الفيديو العشرات من الجثث في قرية المختارية بينما كان الناس يبكون. في مقطع آخر، يظهر رجل يرتدي زيًا عسكريًا يقترب من منزل على دراجة نارية و يطلب من ساكنه أن ينظر إلى الكاميرا قبل إطلاق النار عليه، قائلاً ضاحكًا: “لقد أمسكت بك… أما زلت على قيد الحياة؟ لم تمت بعد”.

و في فيديو آخر، يظهر رجل يرتدي زيًا عسكريًا يطلب من أسير أن يخرج من المبنى ثم يطلب منه أن ينبح مثل الكلب قبل أن يقتله. و بسبب الوضع الأمني في اللاذقية بدأت عمليات تأمين نقل الطلبة من أبناء السويداء و جرمانا من السكن الجامعي في اللاذقية إلى مناطقهم

و أضاف الرجل قائلاً: “الجميع خرج بأسلحته، سنريكم (قوة) السنة”. و لم يكن من الممكن تحديد مكان تصوير الفيديو أو زمانه، لكن العديد من العربات العسكرية ظهرت فيه.

سرعان ما بدأت تقارير عن أعمال عنف مروعة بالظهور، حيث أظهرت مقاطع الفيديو العشرات من الجثث في قرية المختارية بينما كان الناس يبكون. و في فيديو آخر، سُمع صوت يقول قبل إطلاق النار على جثة هامدة: “هؤلاء العلويين الخنازير”.

المصدر: المنار

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha